samedi 3 décembre 2011

طاقات مهدورة




طاقات مهدورة

بسم الله الرحمان الرحيم



تمرّ الأيّام و أنوي كتابة هذه الكلمات و الحمد لله أن يسّرني أن أتوكّل على الله و أبدأ في استعمال لوحة الملامس لإيصال أفكار بشأن ظاهرة أراها منتشرة فينا..



الموضوع يخصّ الشّباب و خاصّة منهنّ الأخوات



كثير من أخواتنا بصدد هدر الطاقات التي أودعها اللّه فيهنّ... من ذلك



الأخت نضال هي أخت أتمّت دراستها و بصدد البحث عن عمل ….و في الأثناء هي باقية في البيت تمضي يوميّا ساعات على الفيس بوك و هكذا يمرّ اليوم تلو اليوم وهي تنسى ما تعلّمته في الدراسة ولا تتعلّم الجديد...بل حياة محصورة في متابعة الأنشطة السياسية على الساحة التونسية و في انتظار العمل و الزوج الصالح...



لا عيب في انتظارها كلا الرزقين ولكنّ العيب كلّ العيب أن لا تنجز في حياتها شيئا في انتظار أن يصلها أحد الرزقين فأوّل الأخطار و أهمّها هي أنّ الإنسان حين لا ينجز ينخفض تقديره لذاته وهذا فعلا مؤلم لأخت كانت البارحة تدرس و تتميّز في دراستها و تنجز ولكنّها اليوم قطعة من أثاث البيت.



في نسخة مطوّرة من الأخت نضال الأخت هند....هي في نفس الحالة ولكنّها آثرت أن تجعل من هذا الوقت الفارغ الّذي هو ولا ريب إن أٌحسن استغلاله كان نعمة من الله ….آثرت أن تجعل منه وقتا لحفظ القرآن و تتعلّم ما ينفعها من العلم الشّرعي ...جميل إلى حدّ الآن...



ولكن أليس الأفضل أن تكون المرأة المسلمة فاعلة في عديد من المجالات ...كلّ في مجاله ...حتى تكون .كلّ واحدة لبنة من لبنات نصرة الأمّة. فالأخت هند بارك الله لها لو سعت إلى نشاط خيري أو تطوّعي ولو أمكن في المجالات العلميّة كان ذلك بإذن الله فيه خير كثير لها و للأمّة...وكان أضمن لحسن إدارتها للوقت حيث كلّما تظغط على الوقت كلّما تستطيع أن تنجز فيه أكثر بإذن الله.
 



لا يخفي علينا أنّه عدد النّساء في العالم العربي يفوق عدد الرجال و في إحدى الإحصائيات على كل رجل ثلاثة نساء...وبالتالي كان من الأوجب أن نجعل من المرأة مشاركة في جميع الميادين التي تساهم في إصلاح هذا المجتمع من ذلك خاصّة الميدان العلمي....



من الغريب أن تقرأ الأخت مهندسة إعلامية ثمّ تمتهن تدريس القرآن في مدرسة قرآنية و تنسى كل ما تعلّمته...المشكل أنّها أمضت خمسة سنوات في الجامعة تكريسا لهذا الديبلوم و أموال موجّهة من طرف الدولة لتدريسها التدريس الأفضل و هناك من تمنّى أن يدخل المدرسة ولكنّها هي برتبتها حازت مكانه. و في آخر المطاف نجد هذه الأخت تحصر نشاطاتها في غسل و طبخ و تربية أطفال...ولا أقول أنّ هذه الأنشطة ليست مهمّة ...هي مهمّة بمكان ولكن أن نرتقي للتقديم للأمة على جميع الأصعدة ...هذا هو ما أبحث عنه... و أشير إلى أنّني أتحدث عن الرجال و النساء على سواء إذا يحزّ في نفسي أن أرى مهندس أو طبيب حصر علمه في عمله وبقية اليوم فقط طالب علم شرعي. وكان الأفضل أن يجمع بين العلم الشرعي و العلم الدنياوي المفيد....



لم يكن العلم أبدا علما ليتعلّم و إنّما علم ليٌعمل به فإذا تعلّمت علما و خزنته ولم تعلّمه أو على الأقل تطبّقه فاعلم أنّك لم تقدّم لهذه الأمة....و العلم الدنياوي النافع أيضا هو من حاجات هذه الأمة و بالتالي أطرح مجدّدا نقطة كنت دائما أطرحها في دوراتي وهي التخطيط للتوازن في الحياة...أي أن يكون الجانب الديني له مجال و العلمي و الصحي و الاجتماعي...حتى نحقّق سنّة الرسول صلى الله عليه وسلّم فينا بما يضمن لنا السعادة في الدّارين.



ختاما وحتى لا يفهم كلامي خطاء...قد يكون هناك من لم يسمح له حاصله الدراسي باختيار التوجيه الذي يريده و بالتالي لم يرد أن يعمل في الميدان الذي درسه...و من الأفضل أن يعمل الإنسان في ميدان يحبّه حتى ولو لم يكن مجال تخصصه..ولكن ما أشير له في هذا المقال هو أهميّة أن نسعى قدر المستطاع إلى إستغلال أوقاتنا في ما ننتفع به و ننفع به. حتى لا تكون طاقات و أوقات غير موجّهة. من ذلك مثلا نصيحة لأحد الخبراء بأن تنشط في الميدان التطوعي في نفس ميدان عملك....



دعوة حارّة منّي لجميع الأخوات أن تتظافر جهودنا للتّقديم لهذه الأمّة وكلّ ميسّر لما يسرّه الله له.

أسأل الله أن يجعل هذا الكلام لنا و لا علينا و أن يجعلنا ممّن يستمع القول فيتّبع أحسنه.



والله وليّ التّوفيق...